تباركت اقدم مرحباً بك يا شهر
تعاليت شأناً عن ثناء يبثه
و أنت الذى شاد النبى بذكره
دعيتَ بشهر الله و هى كرامةٌ
تصوم لك الاجسام عن شهواتها
لياليك شعّت بالعبادة مثلما
خصصت بتكريم لو أنَّ أقلّه
خصال ثلاث حققت كلَّ غاية
ففيك كتاب الله انزل، و انجلت
و فى ليلة القدر التى جلَّ قدرُها
تنزّلت الأملاكُ فيها و أقبلت
و فيكَ بدا فجر الزكىِّ و أَشرقت
شعاعٌ ترائى من علىٍّ و فاطم
و سبط نبىٍّ عظّمَ الله أَمره
و صنو امام باع للحقِّ نفسه
له احتفلت دنيا الهداية و احتفت
و فى الملأ الأعلى ضجيجٌ تبثّه
و قد زيّن الله الجنان كرامة
و أخمد نيران الجحيم بيومه
و فى الارض قامت حفلةٌ عالميّةٌ
و قد عمرت دار النبوة وازدهت
تهنّى نبىَّ العالمين بمولد
فيا ربِّ أنّا عائدون بحبِّه
|
لك الشكر فيما جئته و لنا الأَجرُ
لسانُ أَديب جاش فى صدره الشعر
و قدسه الشرع المطهّر و الذكر
سمت و انحنى ذّلاً لعليائها الدهر
فلايعترى أَرواحَها الرين و الوزر
زهت بجلال الصوم أَيّامك الغُرّ
على الذرّ، فاق الطودَ فى قدره الذرّ
من الفخر يكبودون غايتها الفخر
بانواره الظلماء وانكشف السِتر
و لم يبق للايّام من بعدها قدر
تُحييّك حتى انشقَّ عن صبحه الفجر
سماء اهدى لما بدا الحسنُ الطُهر
و نجمٌ نمته الشمس فى الضوء و البدر
له النهى فى دنيا الشرائع و الأمر
و من يشترى التاريخ كان له الوفر
بميلاده الأَفالكَ و الانجم الزُهر
ملائكة بيض ملابسها خضر
له، واكتست بالنور آفاقه العزّ
فاصبح برداً من تفضلّه الحَرُّ
بافراحها قد شاركَ البرُّ و البحر
بمقدم وفّاد بها أَقبل البِشر
له انتصر الاسلام و اندحر الكفر
من الضُرِّ، اذ فى حُبِّه يُكشف الضُرُّ
|