بعدما عاد الامام الحسن (ع) الى مدينة النبى (ص) استقبله اهلها بحفاوه و حرارة و رحبوا به كثيراً فهو سبط النبىّ و هو علامة الايمان و هو من اوجب الله مودته و معرفته و التمسك به و فرض طاعته على العباد، و من المدينة قام الامام الحسن (ع) بعد ما عرف ان معاوية خان العهد و تمرد على الحق والدين، قام (ع) بفضح بنى اميّة و عدائهم للاسلام و عمد الى تربية اصحابه تربية سياسية واعية للاحداث و المجريات كما و رباهم تربية روحية فائقة ليكونوا أداة الحق و نشره. الا ان معاوية شعر مرة اخرى ان الحسن ما زال يقف له بالمرصاد و ان حربه البارده هذه تؤثر و تقلق فكر معاوية كثيراً، فهو يخشى العلم و يهرب من الحقائق لذلك تراه يستجمع حوله كل ضحل فى عقله و سخيف فى رأيه و بليد فى فهمه فهو يبنى مملكته على الذين هم اضل من الانعام، و لذلك سعى بكل حيلة لقتل الامام الحسن (ع) فبعث رجاله الخبثاء و اتصلوا بزوجة الامام الحسن (ع) «جعده بنت الاشعث» فوجدها على استعداد تام لكى تقوم لهم بهذا الدور الخطير كما كانت تحمل هذا المرأه من الكره و الحقد للامام الحسن (ع) هى و والدها و اخوها.
فبعث معاوية الى ملك الروم رسولاً يطلب منه سماً قتالاً و اخبره انه يريده لابن النّبى (ص) ففرح ملك الروم و شهر انه سوف يتخلص من اهم رموز الاسلام الاصيل فبعث سماً رهيباً سريع المفعول لمعاوية و هكذا دسّ هذا السم بالعسل و سقى به الامام الحسن (ع) . و بدأ الحسن يتلفظ امعائه و كبده الذى تقطع قطعاً قطعاً يتلفظه من فمه الطاهر و طلب من اخيه الحسين ان يتسلم منه مواريث النّبوة كما اوصاه اميرالمؤمنين ثم اوصى بقية وصاياه العامة الى اهل بيته و فارقت روحه الطاهرة بدنه الشريف.